أدوية غرفة النوم !
يقضي الزوجان يومياً أكثر من 6 ساعات في غرفة النوم .. لذا كان لا بد من تخصيص
زاوية للحديث عنها .
يعاني كثير من الأزواج أحياناً من مشاكل جنسية ، وعندما لا تجري الأمور على
ما يرام في غرفة النوم ، يتوجه كثير من النساء إلى لوم أنفسهم أو علاقتهن ، مع أن المشاكل
الجنسية المحيرة غالباً يكون لها أسباب فيزيولوجية يمكن معالجتها .
منذ عقدين من الزمن كان المختصون يعتقدون أن ما لا يقل عن ( 20% ) من الصعوبات
الجنسية فيزيولوجية ، والآن أكثر المختصين يجعلون هذا الرقم أربعين أو خمسين في المئة
- ( كما تقول الدكتورة تيريزا كرنشو - المعالجة الجنسية في سان دييغو ) .ولسوء الحظ
فإن الخوف والارتباك يمنع كثيراً من النساء من نشدان المساعدة ، ومن المعروف أن المشاكل
الفيزيولوجية إن لم تشخص وتعالج ، يمكن أن يكون لها انعكاسات نفسية ، والمرأة التي
تعاني من هذه المشاكل قد تمتنع عن الجنس كلياً .
ويمكن التخلص من ذلك إذا كانت المرأة على معرفة بالاختلالات الوظيفية الجنسية
، وعند ذلك لا تتعذب في صمت ، وفي هذا المقال نلقي نظرة على أسباب بعض المشاكل العامة
وكيفية التعامل معها :
1 - طرق المداواة : هنالك مئات الوصفات والأدوية التي يكثر استعمالها تفسد
الحياة الجنسية ، ومن الأمثلة على ذلك ، الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق ، وأدوية
ارتفاع الضغط ( وخاصة كابحات البيتا ) يمكنها أن تضعف الدافع الجنسي
ودواء ( البروزاك ) الذي يستعمل كمضاد للاكتئاب يؤخر الاستجابة الجنسية ، جاعلاً
من الصعوبة بمكان أن تصل المرأة التي تستعمله إلى الذروة الحسية المطلوبة .
وكذلك فإن حبوب منع الحمل التي تحتوي على كميات عالية من البروجسترون ، الذي
ينظم دورة الطمث ، يمكنه أيضاً أن يثبط الرغبة الجنسية ، ويسبب الكآبة والنكد ، والأدوية
الأنتي هستامينية التي تستعمل لفتح الأنف وكمضادات للاحتقان يمكنها أن تؤدي إلى جفاف
المفرزات المهبلية مما يجعل العملية الجنسية غير مريحة .
ولحسن الحظ فإن هنالك بدائل لأكثر هذه الأدوية يعرفها الأطباء ولا يكون لها
ذلك التأثير المحبط للرغبة أو الاستجابة الجنسية . وينصح بسؤال الطبيب قبل تناول أي
دواء عن الأثار الجانبية له على الجنس ، كما يمكن الرجوع إلى المصادر العلمية الطبية
الدوائية الموثوقة في هذا المجال .
2 - الهرمونات يرتفع مستوى الاستجابة الجنسية لدى المرأة شهرياً وينخفض تبعاً
للمستوى الهرموني لديها ، فقبل فترة الاباضة يزداد ميل كثير من النساء إلى ممارسة الجنس
تبعاً لارتفاع طفيف في مستوى التستوسترون الذي يشعل الرغبة ، وبعد الاباضة تزداد نسبة
البروجسترون ويدخل الدافع الجنسي مرحلة الجزر ، وبعد ذلك وقبل الموعد الشهري للطمث
بيومين ، يتناقص إنتاج البروجسترون ويزداد تدفق الدم إلى منطقة الحوض مسبباً لبعض النساء
شعوراً متزايداً بالرغبة في الممارسة الجنسية .
وبعد الولادة ، يمكن للمستويات المتقلبة للهرمونات أن تجعل العمل الجنسي غير
مريح وأن تثبط الرغبة الجنسية ، ويضاف إلى هذه التأثيرات الضغوط التي يأتي بها المولود
الجديد ومتاعب الارضاع والاستيقاظ له في أي وقت من الليل ، وما قد تعانيه المرأة من
مخاوف وقلق حول صحتها وجسدها ، وقد ينتج عن انخفاض مستويات الاستروجين عقب الولادة
جفاف مهبلي ، وباعتبارا أن انسجة المهبل أكثر رقة ونعومة من غيرها ، فإنها عرضة للتهيج
والالتهاب ، ويمكن تلافي ذلك باستعمال مرطبات مناسبة .
وإذا كانت الامرأة مرضعة ، فإن هورمون البرولاكتين الذي يحث على افراز الحليب
، يحد من انتاج هورمون الاستروجين والتستوسترون ، مما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية
، وهذا ما تشعر به كل الامهات الوالدات حديثاً تقريباً ، ولكن الاطباء قلما يخبرون
النساء بذلك ، مع أنها المرأة لو علمت بذلك وأخبرت به زوجها سلفاً ، فإنه يمكن تجنب
الكثير من سوء الفهم أو التقدير ، ومما لا يدركه كثير من النساء أن الممارسة الجنسية
تقدم عوناً كبيراً لا للأزواج فقط ، بل لهن أيضاً من خلال اللمس والملاطفة والتماسك
.
3 - الشعور بعدم الارتياح : إن الوصال المؤلم قد يكون عرضاً مرضياً ، ويجب
أن يتم التحري عنه طبياً ، فقد تشعر بعض النساء بالألم والحرقة ، وذلك ناتج عن حساسية
تجاه المرطبات التي تستعملها أو المراهم المستعملة لمنع الحمل ، أو لاستعمال الزوج
الواقي البلاستيكي .
ومن الحالات التي تسبب الشعور بعدم الارتياح أيضاً الالتهابات البولية والمهبلية
ومنها ( الفاجنسمس ) وهي حالة الضيق اللا إرادي لجدران المهبل ، والتهاب المبايض وقناة
فالوب أو التهابات عنق الرحم أو تليف جدران الرحم أو التهاب غشاء الرحم أو التهابات
الأعضاء الجنسية الخارجية ، وكل من هذه الحالات يحتاج لمعالجة خاصة .
4 - التعب : إن من الطبيعي أن لا يستمتع المرء بالجنس أو يهتم به عندما يكون
متعباً .ومن أسباب التعب لدى المرأة الاستيقاظ في منتصف الليل لارضاع الطفل ، وما يتطلبه
تلبية احتياجات العائلة والعمل ، وهذه أمور ليس حلها بالسهل ، ولكن المرأة يمكنها أن
تحاول بقدر امكانها أن تخفض من الضغوط التي تولدها هذه المسؤوليات ، وعليها أن تخصص
وقتاً خاصاً في جدول أ'مالها للاسترخاء والراحة والاستمتاع بحمام دافيء أو غفوة خفيفة
، أو ممارسة الرياضة أو أداء الصلاة ، ويمكنها أن تغلق باب المكتب لعشر دقائق ، ترفع
فيها قدميها عالياً على المكتب .
ومما يساعد في التغلب على التعب إجراء التمارين الرياضية ، فهي تمنح النفس
الانسجام ، وتزيد من الثقة بالنفس واعتبار الذات ، وهي أمور تساعد على إعلاء الرغبة
الجنسية ، وذلك كالمشي والرياضة في الهواء الطلق والسباحة . وكذلك اقتطعا لنفسيكما
وقتاً كزوجين ، لقضاء وقت ممتع معاً في مشوار أو نزهة أو تسلية .
* وأخيراً إنه من خلال الوعي والادراك والانتباه الصحي والطبي والتواصل بين
الزوجين ، تستطيع النساء تجنب أي اختلال نفسي يمكن أن يحدثه الاختلال الوظيفي الجنسي
، ومن الافضل للمرأة بكثير أن تتعامل مع المشاكل الفيزيولوجية قبل أن تصبح مشاكل انفعالية
أو عاطفية .
الامتناع عن الجنس يجعلني أشعر بالذنب
س : كتبت تقول : أنا حامل للمرة الثانية ، ومن أجل تعقيدات خاصة ، فقد نصحني
الطبيب النسائي بأن لا أمارس الاتصال الجنسي ومع مرور الوقت وبعد الولادة بستة أسابيع
وبعد انتهاء الفحوص ، فإنه يتحتم علينا أنا وزوجي أن لا نمارس الجنس لسبعة أشهر . إن
زوجي لن يفعل - بالتأكيد - شيئاً يعرض صحتي أو صحة الطفل للخطر ، وعلى كل فإنني أشعر
بالذنب لأنني لا أستطيع أن أعبر له عن حبي جنسياً ، هل رد فعلي سوي ؟!
ج - إن الشعور بالذنب أمر طبيعي عقب ارتكاب الخطأ ، ولكن الاحجام عن ممارسة
الجنس رعاية لصحة الجنين أو صحة الام ليس خطأ أو مبرراً للشعور بالاثم ، والحقيقة أنك
أصبحت مسؤولة لطلبك لنصيحة الطبيب .
جربي التحدث إلى زوجك بقلب مفتوح عن رغباتك ومخاوفك ، فإن هذا يساعد كليكما
على البقاء متقاربين أثناء الحمل وبعده ، ولا تترددي في أن تقولي له : " إنني
أفتقد ممارسة الجنس معك ، فما هو شعورك أنت ؟! " . وإن زوجاً متفهماً يحس بالمسؤولية
لا بد أن يتقبل الامتناع عن الجنس لفترات من الزمن ، وبامكانكما خلال تلك الشهور الاستمتاع
بمسرات حسية غير الوصال الجنسي ، كالمساج أو التدليك مثلاً ، وكذلك التقبيل والمغازلات
الأخرى ، بل والممارسات الحبية الاجتماعية غير الجنسية ، كإعداد الطعام برومانسية وتقديم
الهدايا في غير مناسبة والقيام بهوايات مشتركة محببة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق