السبت، 26 أكتوبر 2013

مفهوم انزل و نزّل والفرق بين الانزال والتنزيل في القرآن الكريم




( أنزل ) : تعني إنزال الحيثيةمن ساحة الى ساحة مع تغير في ماهية المنزل وحيثياته .. ويأتي بمعنى سخـّـر وذلـّل وهيئ, يعني أنزال الحيثية من ساحة الى ساحة بحيث تتغير ماهية المنزل... و بحيث يتلائم مع حيثيات المنزل اليهم ... مثال: الاحاديث الصحيحة للنبي ص او السنةالشريفة الصحيحة فهي كلام الله يعني معاني منه سبحانه لكن تم صياغته من قبل النبي صلكي يكون متلائم ومفهوم ومسخر ومذلل للناس .. فلأنسنة النبي ص الصحيحة هي شارحة ومبينه لكليات النص القرآني فهي بصيغة (أنزل) وليست بصيغة (نزّل) كما هو حال القرآن الذي نزل كماهو كنص خام ثابت ومجرد



(نزّل ) هو تنزيل الحيثية من ساحة الى ساحةدون تغيير في ماهية المنزل ... يعني ينزل كما هو مثل نزول النص القرآني العظيم حيثنزل كما هو من اللوح المحفوظ الى الناس كما هو تماما بدون تغيير .. لنظرب مثال يقول تعالى :

( إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَالسَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ       قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ       قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَاأَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَاوَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ  قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداً مِّنَالْعَالَمِينَ   )



الحواريون طلبوا مائدة من السماء بصيغة(نزّل) لأنهم قالوا ( هلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا )  يعني مائده تنزل كما هي طعام السماء دون تغيير في ماهية الطعام  المنزل .. يعني طعام وفق قانون السماء يعني خارق للناموس يعني طعام ليس كطعام الارض  فالذي يأكل من مائدة السماء  لا يتعرق ولا يتغوط ولا يتبول ... ولايسببب كل تلك الامور التي يسببها أكل الارض من بول وغائط



ولكن المفاجئة إن عيسى عندما طلب من الله تعالى المائده لم يطلبها على شكل مائدة بحيث يكون فيها خرق للناموس ومعجزة واضحة بلطلب المائدة على شكل طعام عادي كأي طعام من الارض ولذلك جائت طلب عيسى بصيغة ( أنزل علينا مائدة) من (أنزل)  الان لننظر لمن استجاب ربنا عزوجل  في نزول المائدة؟هل استجاب لطلب الحواريون بكون المائدة خرق للناموس من صيغة (نزّل) ؟ يعني طعام لايسبب التغوط والتبول والتعرق كطعام الأرض أم استجاب لطلب عيسى بنزول المائدة بشكل طبيعي كطعام طبيعي حاله حال أي طعام أرضي يعني من صيغة (أنزل) ؟

الجواب :

الله تعالى استجاب لطلب الحواريون وليس لطلب عيسى ع !!!حيث تم تنزيل المائدة من صيغة (نزّل) ولم يتم أنزال المائدة من صيغة (أنزل) بدليل عبارة: (قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَاباً لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَداًمِّنَ الْعَالَمِينَ )  اتمنى ان تكون الفكرة قد وضحت تنويه :  

الكلام : هو معاني كامنة في النفس اللفظ : هو لفظ تلك المعاني من النفس الى الخارجالقول : هو صياغة تلك المعاني بقوالب لغوية  ولذلك يقول ربنا :

( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ )

فالكتاب الذي هو القران الكريم جاء بصيغة(نزّل ) يعني نزل كما هو من اللوح المحفوظ من السماء الى الارض في حين إن الكتب مثل التوراة والانجيل نزلت بصيغة (أنزل) يعني لم تنزل كما هي من السماء ...كما هو الحالمع القران العظيم لأن التوراة والانجيل هي معاني من الله تعالى ولكن صيغت بقوالب بشريةلكي يفهمها الناس وفق لغتهم الوضعية الضيقة ... يعني الانجيل هو كلام الله (معاني من الله) ولكنه هو ذاته أي الانجيل  هو قول عيسىأي صياغة لغوية من قبل عيسى.

في حين إن القران العظيم هو كلام الله يعني معاني من الله تعالى وهو ايضا قول الله تعالى لأن الله تعالى هو من صاغ صياغة اللغويةحصرا ..



ولذلك فالقران يتميز عن باقي الكتب النازلةكونه قول الله وكلام الله في حين إن الكتب السابقة مثل التوراة والانجيل هي كلام الله فقط !! ولذلك يأتي في القرأن ذكر القرآن بصيغة (نزّل ) و (أنزل ) في حين إنالكتب السابقة للقرأن تذكر بصيغة (أنزل ) فقط لأنها معاني وكلام من الله ولكن تمت صياغته بقوالب بشرية ليتلائم مع عقول المنزل عليهم  ولذاك تحدى الله الانس والجن بهذا القران ولم يتحداهم بالتوراة والانجيل

تنويه :  يعني الانجيل هو صياغة عيسى لأنه قول عيسى فهو بالحقيقةاشبه مايكون بالاحاديث الصحيحة عندنا نحن المسلمين.. يعني  الانجيل اشبه مايكون  بالاحاديث الصحيحة للنبي محمد ص !!



التوراة :

هو صياغة لغوية من موسى وهي اشبه ماتكون بالاحاديث الصحيحة للنبي محمد ص  عندنا نحن  المسلمون ...

لأن التوراة والانجيل هي معاني من الله صيغت بقوالب بشرية .. يعني الله تعالى يأمر عيسى بأوامر وتعليمات  عامة يتم ايصالها بصورة غير مباشرة عن طريق الملائكة  ثم عيسى يتكلمها بلسانه هو ثم يتم كتابتها بعد ذلك كأنجيل ... فيكون كتاب الانجيل المعروف



في حين إن القران العظيم هو كلام الله(يعني معاني من الله ) ولكن لم يتم صياغته من قبل النبي محمد ص كما هو الحال مع (عيسى في الانجيل وموسى في التوراة) بل القران العظيم.... الله تعالى بنفسه العليه من صاغةلغويا ولذالك فصياغته اللغوية هي بذاها اعجاز ففيها من الاعماق والادلالات بما يتلائم مع علم الله تعالى المطلق ولذلك فالقران العظيم فوق التأريخ ونكتشف دلالات جديده مع كل تطور وبكل جيل وبكل زمن ..

ولذلك فقول الله تعالى (القرآن العظيم)هو قول مطلق كامل لا يتغيير ولا يتبدل لأنه محفوظ ....

في حين إن قول النبي محمد ص يتغيير ويتبدل لأنه ليس محفوظ كالقران العظيم إلا ماكان موافقا للنص القرآني العظيم ولا لشيئ إلالأنه موافق للنص القرآني المقدس. تنويه : أولا: عبارة ( مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ ) نعم جائت بصيغة (نزّل) ولم تأتي بصيغة (أنزل) ولكن المهم هنا انهاجائت بصيغة المبني للمجهول وهذه نقطه مهمةجدا يعني إن الله تعالى لم يقل (من قبل أن أنزّل التوراة) فلو قال ربنا الاية بهذه الصياغة لكان من حقك ان تقول الذي قلته حضرتك ..  ثانيا :

القران العظيم نزل بالصيغتين (نزّل) و(أنزل) بحيث تقترن الكلمتين  بذاته العليه....

 في حين إن التوراة والانجيل نزل بصيغة (أنزل ) وجاءايضا بصيغة ( نزّل) ولكن مبني للمجهول وليس للذات الالهيه



اما الاية التي فيها القران مع صيغة (انزل)وهي قوله تعالى:

( َأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )

فهنا يتكلم ربنا عن احتمالين صحيحين :

الاحتمال الاول :

أن يكون المقصود بـ (الذكر) هو القرآن وهناجاء بصيغة (أنزل) لأن ربنا هنا يتكلم عن تبيان النبي محمد ص كشارح ومبين لكليات النص القرآني العظيم
في حين جائت عبارة (ما نزّل إليهم) يعني التوراة والانجيل ولكن كما قلنا جائت مبني للمجهول كون التوراة والانجيل هي تعليمات من الله ولكنها كصياغة ليست من عنده سبحانه وهذه نقطة مهمة بموضوعنا

 الاحتمال الثاني :

ان يكون المقصود بـ (الذكر) هو السنة الصحيحةالشارحة لكليات النص القرآني ... ويكون معنى (مانزّل إليهم) يعني القران العظيم
مع ملاحظة مهمة جدا جدا وهي :
إن الحفظ جاء للقرآن أي للنص المنزّل (نزّل)  وليس للسنة الصحيحة الشريفة (أنزل) لأن الله تعالى يقول :
( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّالَهُ لَحَافِظُونَ  )
وإني هنا اسلط الضوء ساطعا على كلمة (نزّلنا)ولم يقل (أنزلنا) لأن (نزّلنا) هي للنص القرآني في حين (أنزلنا) هي للسنة الشريفة وبتالي فالحفظ هو للنص وليس للروايات الصحيحة كم تقول الايه العظيمة ولكن هذا لا يعني عدم وجود روايات صحيحة بل موجوده بالتأكيد ولكن ليس لأنها موجوده في صحيح البخاري او في صحيح مسلم بل السنة الصحيحة الشريفة موجوده ومحفوظة كونها هي اصلا كامنه في النص القرآني العظيم وليس كونها موجودهفي الصحاح  فرقد المعمار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مربع البحث