السبت، 26 أكتوبر 2013

مفهوم التعدد في الزوجات بين شروط القرآن الكريم وإنفلات الموروث

سؤال :
هل التعدد في الزوجات مسألة مباحة بلا قيد أو شرط  كما يطرحها الموروث ؟
أم هو مشروط بشروط ؟ وما هي تلك الشروط ؟
هل التعدد هو لصالح المرأه أم  لصالح الرجل ؟ 

يطرح فقهاء الموروث إن التعدد في الزواج هو الأصل والقاعده العريضة في حين إن الافراد في الزواج هو حالة شاذه بعيده عن سنة المصطفى ص ؟
قالوا :التعدد في الزواج هو حاله شاذه  ومشروطه قرآنيا ً فلماذا يجعله الموروث أصل ..ماهو مفهوم التعدد بين الموروث والقران العظيم؟ 

القران الكريم لا يبيح التعدد في الزواج هكذا على إطلاقه بلا قيد أو شرط , النص القرآني  اباح ان ينتقي الرجل  ولمرة واحده فقط إمرأه على مقاس الرجل  تكون  فل أوبشن كاملة المواصفات جميله صاحبة القوام الرشيق كحيلة العين ثم ينغلق هذا الباب الى غير رجعه !!
 يعني الباب ينفتح عليك لمرة واحده  ثم  تقتنص وتختار بعناية شديده ثم ينغلق بلا فتح !!
  هذا هو المسموح لك ياايها الرجل وفق المنظور القرآني ... فاستمسك بالعروة الوثقى ولا تتبع الشهوات وأثبت ,
أما التعدد والزواج للمرة الثانيه فمسموح ولكن بشرط قاسي جدا ً وهو ان يكون التعدد ليس لشهوة وإنما لحل مشكله إجتماعيه !
أما من يقول إن التعدد بالنهايه هو عقد بين طرفين والتعاقد هو شريعة المتعاقدين والامر مباح وبلا شروط مقيده ...والاب راضي والبنت راضيه والقاضي راضي فلماذا تقيدون مطلقا ً وتضيقون واسعا ً ؟

نقول لهم :

شريعتهم تلك شريعة باطله , وعقدهم ذلك باطل, لأن عقد التعدد غير مبني على أسس قرانيه صحيحة وفق المنهج الرباني , يعني مسموح لك تعقد عقد زواج ولكن لمرة واحده , هكذا هو النص .
ولو سألنا ماهي هذه الاسس  :

نقول :
اولا :
 ان يكون التعدد محصوراً بأمرأه أرمله عندها يتامى او مطلقة او عانس فاتها القطار .. وهو ما يعني حل لمشكله إجتماعيه, وهو مايعني حتما ًعبئ  ثاني وحمل جديد و هم وغم وخسائرماديه جديده للرجل بمقابل حل مشكلة أرمله لا تعرف كيف تنفق على أولادها .. او عانس تعاني من مشكلة الوساده الخالية , او حاجة ملحة من المرأه الى ولد او ابن يحنوا عليها كحال قريناتها.. فيتقدم الرجل لحل مشكلتها خوفا ًمن الله تعالى أولا وتطبيقا لحكم الله وخوفا من تبعات بقائها على تلك الحال البائس بلا زواج,  فقد يأزها الشيطان فتنحرف بمسارات لا تسر ,  او ربما تكون عـُرضه لأمراض أجتماعيه او عقد نفسية كونها تشذ عن قريناتها .

تنويه حول عمر العنوسة :

نقطة بدايه العنوسه وسقفها ومنطقة العنوسه ... تختلف بالتأكيد زمانيا ً ومكانيا ً وإجتماعيا ً .. وتختلف من بلد لآخر بل قد تختلف داخل الوطن الواحد.... فالتي تحمل لقب عانس في قريه ما قد لا تكون كذلك في المدينه مثلا ً .. شخصيا ً اعرف أصحاب قريه يعتبرون أن من بلغت العشرين فقد فاتها القطار ويعطوها لقب عانس .. في حين هي ذاتها  في المدينه تأخذ لقب ملكة تتوج بتاج الأنوثه ومحطة مهمة يرغب الجميع ببلوغها .......... فـتـتـمـنـع !!!!!!!!  
إذن الأمر فيه سعة ولا نريد ان نضيق واسعا ً والامر مرتهنٌ بحيثياته ِ  .

ثانيا ً :
أن لا يكون التعدد - لشهوة - الرجل .. بل لغلق - حاجة - المرأه ,  الجنس هو بالنهايه حاجة طبيعيه كالأكل والشرب .. والانسان اذا جاع - سـيـحـتـاج - حتما ً لأن يأكل أو يشرب .. وأكله وشربه هنا هو عن حاجة .. ولكنه إذا شبع وأمتلأت معدتهِ ثم قــُدم له الاكل والشرب للمرة الثانيه فأنه سيأكل ويشرب ولكن هذه المرة ليس عن حاجة بل عن شهوة التذوق والتفـّكه والتبغدد كما يقال ..
ونفس الشيئ بالنسبة للتعدد بالزواج الثاني فكلما احتاج الجنس فـرّغ احتياجاته الجنسية تلك بزوجته الاولى ولكن إذا فـرّغ إحتياجاته تلك لا ينبغي للرجل إن يتزوج لشهوته هو ..بل  لحاجة تلك الارمله والعانس للجنس ...فالرجل ومن زوجته الاولى يستطيع ان يقضي منها وطرهِ بنوعيه (  الحاجة ) و ( الشهوة ) معاً  ولكن في الزواج الثاني لا ينبغي للرجل ولا يحل له أن يقضي وطره هو عن شهوه هو للجنس بل عن - حاجة - تلك الارمله اوالعانس للجنس  ... وهذا مايعني حتما ً نقطة لصالح المرأه بمقابل صفر للرجل !!


إذن قرآنيا ً غير مسموح للرجل ان يتعدد بالزواج إلا تلك الشروط القاسية .. وغير مسموح للرجل ان يعمل عقد زواج إلا لمرة واحده ... هكذا هو النص ... نقطة . و  رأس السطر ..  ومن يتزوج بأمرأه ثانيه ولم تكن تلك الزوجة الثانيه أرمله او مطلقة او عانس فقد خالف صريح القران الكريم ولكن هذا لايعني بالضرورة إن ذلك العقد باطل  اوإن الاولاد الذي ولدوا من الزوجة الثانيه هم اولاد حرام مثلا ً ... لأ .. لايعني بالضرورة ذلك خصوصا ً إن تم َ بغير العلم وبغير الوقوف على حقيقة شروط التعدد .. فالرجل الذي تعدد بالزواج الثاني وقد علم حقيقة الزواج لثاني يكون قد  خالف نص وخالف جزئيه قرآنيه واضحة ولكن ذلك الرجل بالتأكيد لم يطبق مراد الله تعالى ! فمراد الله تعالى ما ذكرناه آنفا ً..

ثالثا :
( إن ) جملة شرطيه ..فلماذا يتم القفز فوقها ؟ لماذا يتلذذ الموروث بالركض قويا ً بزانة القفز فوق دلالات كتاب الله العظيم ؟ يقول تعالى :
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ) 
مثال يوضح الفكره :

(إن خفت أن يقتلك الجوع فـكـُـل الخنزير )

هذه جمله شرطية مشروطة بشرط قاسي جدا وهو : لايسمح لك بأكل الخنزير بتاتا ً إلا بشرط وحيد وهو خوفك من الموت , وبتالي فأنت حين تملك الطعام والفواكه لا يحق لك بتاتا ً أن تأكل الخنزير , ونفس الشئ بالنسبة لمسألة تعدد الزوجات :
(وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ )
يعني إن خفتم أن لا تقسطوا مع الاولاد اليتامى فأنكوا إمهاتهم ولا باس ان تكون هذه الارملة او المطلقة زوجة ثانية أو ثالثة او رابعه ,

التنويه :

القسط يختلف عن  العدل ,

 العدل :


أن تكون كفتي الميزان متساوية تماما  فحين تكون انت شريك مع زيد مثلا ً وربحتم 10 دراهم من العدل أن يأخذ زيد 5 دراهم وانت 5دراهم هذا هو منطق العدل  
أما الجذر اللغوي (ق, س, ط ) فتتفرع منه كلمتان :

1-(المقسطين ) وهو من الفعل الرباعي (أقسط ) وتصف الذين يميلون على أنفسهم لصالح الغير في وزنهم للاشياء يعني تدفعهم مخافة الله أن يأخذون من حصتهم الذي أخذوها بالعدل فيعطون منها للأخر , يعني مثلا ً حين تربح 10 دراهم  وحتى تكون من المقسطين ستعطي زيد 8 دراهم وستأخذ أنت درهمين , وكذلك عبارة :
(َإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى )
يعني إن خفتم أن لا تكونوا من المقسطين اي ان خفتم أن لا تعطوا حصة اليتيم وفوقها زياده (وهذه درجة عالية في الأحسان ) فأنكحوا أمهاتهم كيف يكون الاقساط كامل وحقيقي وبكل إتقان وأحسان لأنك ستكون ساعتئذ من الذين يملون على انفسهم لصالح اليتامى فبدلا من أن تتصدق على اليتيم بـ 10 دراهم مثلا ستكون بقربه ِ وتلبي كل احتياجاتهِ بشكل مباشر هكذا يكون الاحسان وهكذا تكون قد أرتفعت درجة فوق  العدل الى درجة  المقسط , وستكون ساعتئذ في ساحة من يحبهم الله تعالى :
(وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  )

2- (القاسطون ) عكس (المقسطين ) وهي من الفعل الثلاثي (ق, س,ط ) وهي تصف الذي يميلون على الأخرين ويطغون عليهم  لصالح أنفسهم المريضة فهم لا يخافون الله تعالى فيظلمون الاخرين عند ميزان الاشياء وهؤلاء طبعا ً سيكونون حطب جهنم ولذلك يقول تعالى:
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً   )

تنويه :


مصطلح القسط جاء مع كلمة (اليتامى ) لأنه حاله إنسانية  فوق مرتبة العدل وأقرب الى الاحسان العالي:( وإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى ) 

 في حين مصطلح (العدل ) ارتبط مع النساء بدليل :
(  فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )
وهكذا ينبغي ان تكون طبيعة العلاقة بين الزوجات فالعدل أن تكون كفة الميزان واحده ومتساوية ولو كانت القسط مرتبط بالزوجات لمال الزوج الى زوجه على حساب زوجه إخرى وهذا ليس من العدل بشئ فسبحان من انزل هذا القرآن وجعل كل كلمة بمكانها بحيث لا تؤدي أي كلمة اخرى ذات الوظيفة وهذا يثبت إن القرآن نزل صوت وصورة (تلفزيون ) ولم ينزل صوت فقط (راديوا ) كما يتوهم الواهمون !

ما نريد قوله  هو إن من يدرك منهج القرآن الصح لا يقدم على خطوة الزواج الثاني هكذا بلا شرط , ولو كان مدرك للمنهج كما اراد الله تعالى وبكون القرآن هو كتاب هداية لمن يخاف الله تعالى بدليل :
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ  )
لأخذ ماله الذي يريد به ان يتزوج تلك الفتاة التي عمرها 20 سنه مثلا واعطاه لشاب من عمرها كي يحل مشكله إجتماعية وقع بها كلا الشابين , بدلا من جرائم الاغتصاب وحالة الـ لا إستقرار التي يعيشها الشباب والصبايا , بهذه الطريقة يكون قد حل مشكلة اجتماعية فعلا أما ان يأتينا رجل متزوج يريد الزواج من أحد الصبايا ث يقول لنا إنني اريد أن أحل مشكله إجتماعية , فإننا نقول له: صح النوم ياحبيبي, هذا الكلام تمرره على السذج وليس علينا ! وهذا يثبت أن عينك زايغه أيها المحترم !!!!
وانت بهذا التصرف تريد حل مشكله فحوليه عندك ولا تريد حل مشكله إجتماعية !!  أنت يا ايها السيد حين تعاني من مشكله فحوليه إذهب فحلها مع زوجتك المحترمة وليس مع بنات الناس التي لايسمح لك القرآن ان تفعل هذا .

قالوا :

إن الله تعالى يقول :
(  َفانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ)
فلماذا تضيقون واسعا ً ؟

قلنا :

هذا التعدد في الزواج لا يكون إرضاء لشهوتك الضيقة بل هو مشروط بفعل الشرط حين يكون هناك فائض في المجتمع من النساء نتيجة حرب ما مثلا وعلى اساسه إراتفعت نسبة النساء على الرجال وحينه تتزوج الارمله التي عنها أولاد حتى تستر عليها وعلى اولادها وساعتها ياحبيبي افتح حسابك البنكي وضخ فلوسك في سبيل الله وليس في سبيل فحولتك !

مفهوم : (َوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ )

عبارة (ماملكت أيمانكم ) في هذه الايه هي كتابيه من أهل الكتاب ولييست جارية حسناء يلعب بها أو معها  الطامعون والطامحون  ! يعني أذا لم تعدل بين الزوجات ولم تكن بقدر المسؤليه فلا تكن سوبرمان زمانك بل احتفظ بهذه المسكينة المسلمه التي عندك اذا كنت متزوج من مسلمة , أو أحتفظ بتلك الكتابية إن كنت متزوج من كتابيه  ولا تتزوج عليها . يعني احتفظ بواحده فقط , هذه الواحده أن كان مسلمة فاحتفظ بها ولا تعدد , او هذه الواحده إن كانت كتابية فاحتفظ بها ولا تعدد ,
ونحن حين نقول إن مصطلح (ماملكت أيمانكم ) تعني كتابية من اهل الكتاب فهذا الرأي لم نأتي به من جيوبنا او من مزاجياتنا الضيقة بل من صياغة النص القرآني المحكم فالموضوع هو موضوع زواج , وهناك آيه آخرى تلزمني إن عبارة ( ماملكت أيمانكم ) في آيتنا موضوع البحث تعني الكتابية  , وليس مفهوم آخر خاطئ 
(َمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)

مفهوم النكاح (يَنكِحَ ): 

إبتداء ً النكاح كمفوهم قرآني  يعني  العقد ولا يعني بالضرورة الدخول الشرعي  ,
(  الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ) ..المؤمنات هن المسلمات حصرا ً , والاحصان هنا هو أحصان عقيدة وليس إحصان زواج فمعروف بداهه إن المتزوجه لايجوز زواجها  , فالاحصان ثلاث أنواع :

1-إحصان عفة وطهارة :
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِ)

2-احصان زواج, يعني تتحصن بزوج مثل :
(وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً )

3-احصان عقيدة , يعني تتحصن بعقيده معينة مثل آيتنا :
(َمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ )

مفهوم :

(فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ  ) 

(ما ملكت أيمانكم ) هن الكتابيات حصرا ً , فتياتكم من الجذر اللغوي (ف, ت,ى ) وهو المتحرك والساعي بين أيدكم :
(َلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً  )
والدليل على إنهن كتابيات عبارة (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ ) فالمسألة مسالة إيمان دين مع إيمان دين آخر , يعني مسألة عقائد والدليل الأقوى هو عبارة (َإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ  ) فلأنها كتابية (نصرانية او يهودية ) وقد ارتبطت بعقد نكتاح مع مسلم فعليها نصف ما على المسلمة لأنها اصلا ً ليست مسلمة ,,! فالمسلمات تتساوى عقوبتهن ولا يوجد تفاوت في العقوبه على اساس عرق او جنس او طبقة فالكل متساوي بالعقاب , والدليل الاخر هو عبارة:

 (لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )

أي إن احلية زواج المسلم بكتابيه هو فقط وفقط لا غير حين يخشى الرجل على نفسه من الوقوع في الزنا وبسبب عدم وجود مسلمات جعل الله هذا الخيار الضيق والمشروط حين الخوف من العنت ولو صبر ولم يتزوج كتابيه لكان خير له , هذه الحاله تكون حين يكون الرجل بأرض الغرب مثلا بحيث لا يتواجد مسلمات ,  فلأنه لا يستطيع الزواج بمسلمة أحلل الله تعالى له (وعلى وجل كبير وواضح ) الزواج بالكتابية  , وبتالي فالبتاكيد عبارة ( ماملكت ايمانكم ) تعني الكتابيات حصرا ولا تعني النساء المسلمات الفقيرات كما توهم بعضهم أو تعني الجواري وملك اليمين كما ذهب الموروث ,
عبارة (وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ ) وكأنها نهي عن الزواج من الكتابية , وكأن الله تعالى لايريد من المسلم  ان يتزوج من كتابية بل يريده ان يتزوج من المحصنة إحصان إسلام يعني من محصنة مسلمة تحديدا ً , وبتالي فعبارة ( ماملكت ايمانكم ) تعني كتابية حصرا فلأننا لا نستطيع طولا أن ننكح المسلمات  بسبب السفر أو عدم تواجد مسلمات في المكان نضطر الى الزواج من الكتابيات , وهذا يعني في حال توفر المسلمات سنمنع من الزواج بكتابيات لأننا ساعتئذ لن نكون بساحة عدم الاستطاعة (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً ) ولأنه سيكون لدينا طولاً أن ننكح المسلمات , فالذي لم يستطيع طولا  ان يتزوج بالمسلمة له ذلك الخيار بالزواج من الكتابية ولكن إن استطاع طولا بنكاح المسلمة لايحق له الزواج بكتابية , تشعر وكأن الله تعالى يضع العراقيل كي لا يتزوج المسلم  من كتابية (وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً ) و (وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ و )

مفهوم :
 (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ  )

يعني على أزواجهم ونظرائهم من الزوجات المسلمات , فالزوج يعني التماثل والتناظر والتشابه بالعقيدة والدين , أما عبارة (أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ  ) فتعني الكتابيات ونلاحظ كلمة (أو ) وليس (و ) فـ (او ) تحدد نوعي عقد النكاح :

1-عقد نكاج زوجي : يكون فيه التناظر مع الزوجة في الدين والعقيدة

2- عقد زواج ملك يمين : يكون فيه الزواج بين مسلم وكتابية غير مسلمة

والان عودة الى آيتنا موضوع البحث :

(َإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ  )

يعني فواحدة مسلمة أو واحده كتابية , واحده واحده وليس أثنتان يزاوج بينهما بوقت واحد مثلا يعني يبقى واحده مسلمة أو واحده كتابية يعني امامنا خياران لا ثالث لهما ففي حالة عدم مقدرتنا على العدل نحترم أنفسنا ونحتفظ بزوجتنا إن كانت مسلمة أو إن كانت كتابية  , فلايجوز أن نجمع بين واحده مسلمه مع واحده كتابيه مثلا ً , لأن عبارة (أو ) تنسف هذا الرأي نسفا ً ولو جائت الاية بـ (و ) بدل (أو ) لكان ذلك الرأي الخاطئ صحيحا ً,
مراد الله تعالى واضح جدا فهو سبحانه يريدك ان تتزوج إنسانة تختارها انت تعيش معها بسكون و طمئنينة وتكون إما ً لأولادك بحيث تكتفي جنسيا ً ولا تكون ضمن الذين يتبعون الشهوات ويميلون ميلاً عظيما
(وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً )
ففي المرة الأولى لزواج الرجل تكون كل الخيارات مفتوحة أمامه سواء أكانت المرأة صغيرة بالسن مع البلوغ أو كانت وفق مقاسات ومواصفات عاليه , وحين الزواج ينبغي ان تكتفي جنسيا ً وفي حال رغبتك  بالتعدد  ستكون الخيارات ضيقة جدا جدا فالخيار بكون الزوجه الثانيه تكون صغيرة سن هذا انتهى ولا يوجد ولن يبقى أمامك إلا أرمله أو مطلقة عندها يتامى أو عانس كبيرة في السن فتها القطار يعني زواجك الثاني هو كي تحل مشكله الطرف الأخر وهي المرأه وليست حل لمشكلة الرجل المتزوج مثلا لأن مشكلته محلوله أصلاً فهو عنده زوجة جميله والامور تمشي بمسارات رائعة ,

مثال :

لو كات هناك رجل متزوج  توفي اخيه مثلا وأخيه ذاك عنده زوجة أصبحت أرمله وعندها اربعة أولاد صاروا يتامى ويحتاجون لمن يربيهم ويشرف عليهم ويلبسهم ويؤكلهم ويعالج مشاكلهم بالمدرسة وبالشارع وبالبيت ويحتاجون لمن يلبي احتياجاتهم المادية والمعنوية فلو ترك ذلك الاخ زوجة اخية لربما تضيع في هذا المجتمع فلابد للاطفال من أب ولابد من رجل يدفع آجار البيت والكهرباء وتكلفة المدارس  والملابس وغيرها وكونها إمرأة قد لاتستطيع السيطرة عليهم خصوصا إذا ماكبر الاطفال وصاروا في مرحلة المراهقة مثلا حيث تكبر مشاكلهم وإن ذهبت للعمل فهذا يعني ان تتركهم لوحدهم بالبيت وهذا بحد ذاتها مصيبة , هنا يأتي القرآن ليقول لذلك الاخ تقدم وتزوج زوجة اخيك المتوفي وضمّ أولادها تحت كنفك , بحيث تكون مسؤلا مباشرا عن اولاد أخيك فتربيهم وتشرف عليهم عن قرب وبشكل مباشر بحيث يكبروا أمام ناظريك كشباب ناضجين وصالحين بالمجتمع  , علما ً إن هذا الزواج الثاني هو عبئ عليك  وليس مكسبا لك كما يتوهم البعض بحيث فيعتقد خطأ إن التعدد هولتجربة طعم آخر من النساء , او يتزوج كي يكون شهريار زمانه الرجل الذي تتناطح في وسامتهِ الصبايا .. !
تعدد الزوجات هو حل إجتماعي لمشكله إجتماعية وعبئ على الرجل وليس مكسبا ً له وهو  غم وهم ومصاريف جديده , فذلك الولد  يبكي , وذاك انجرح وينبغي الذهاب به للمستشفى وهذا تخاصم بالمدرسه واتصل بك مدير المدرسه لحل المشكله وو وو  38: 20 التعدد هو إمتحان شديد الوطئه على الانسان المؤمن , قد تكون المرأه عانس وشكلها مدعاة للكوابيس المرعبة وتحتاج أن تعصر عليها ليمون وتشرب علبتين صودا حتى تفكر تنظر بوجهها ولكنها مسكينه لوحدها فيأتيها رجل لايشتهيها أصلا ً وهي عبئ عليه  يحل مشكلتها  ويتحملها هي وكوابيسها قرباً لله تعالى وطمعاً بجنة الخلد فيلبي نداءات فطرتها السليمة وإحتاجاتها المادية الاخرى  بدلا ً من الاكتئاب النفسي والمسارات المقلقة..

اخيرا ً :

خلاصة البحث إن هناك فرق كبير بين مراد الله تعالى بمسألة التعدد وبين مراد الرجال ومشكلات فحولاتهم إرضاء لمتعتهم ولشهواتهم
وبتالي تعدد الزوجات قولاً واحدا لصالح المرأة ضد مصالح الرجل وفق هذا المفهوم الذي قلناه , التعدد أجره كبير وهو ليس أقل من كفالة يتيم أو أي عمل صالح آخر تقوم به طمعاً بالاجر وطكوحا ً للثواب ,
تخيل هذا التعدد وفق هذا المفهوم حين نتكلم به مع الغرب مثلا ً كيف سيكون الاسلام دينا ً متماسك وعنده حل لكل مشكلة إجتماعية بعيدا عن فقه الذكورة وطموحات متعه ضيقة , حيث يعتقد الغرب إن التعدد الذي يمارسه المسلمين هو إمتهان لكرامة المرأه وإنتقاص من شأنها وإن المسلم لا هم له سوى ذكورتهِ الملتهبه , تخيلوا لو تم طرح مسألة التعدد بهذه الكيفية كم من نساء الغرب ستنظر لهذا الدين العالمي نظرة إعجاب وتقدير ورفعة وكم ستكون رفعة هذا القرآن العظيم عاليا ً وكبيرة بدلا من تلك الممارسات الضعيفة التي يطرحها الفقه الذكوري الغارق بشهواته ِ, ساعتها سندرك كم إن هذا المجتمع سيكون مصان بهذه المسالة العظيمة .

سؤال:

التعدد حل لمشكلة اجتماعية وهو مشروط بارملة او عانس ولصالح المرأة وضد الرجل !!
فماذا يفعل من عدد في الزواج على طريقة الموروث  وليس قرآنيا ً ؟؟؟ ثم انجب ؟؟ ثم أكتشف لاحقا ً إن التعدد مشروط بشروط قاسية ؟

الجواب :

يقول تعالى :
(وَلاَ تَنكِحُواْ مَا نَكَحَ آبَاؤُكُم مِّنَ النِّسَاء إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتاً وَسَاء سَبِيلاً)

يعني الزواج من طليقة  الاب .. اوطليقة العم .. او طليقة الجد غير جائز قرآنيا ....وعلى اعتبار ان مصطلح (الأب) وفق المنظور القراني يعني مسألتين :
1-الوالد كوضيفه فيزيائية
2- العم او الجد كمفهوم قرآني ..
وبعد هذه المقدمة  سنسأل السؤال التالي :
لو تزوج رجل طليقة عمه اوطليقة  ابيه او جده .. ماذا يفعل قبل ان يعلم هذا النص ؟؟

الجواب هو في هذه العبارة  :
(إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ)
يعني لأنه لم يكن يدرك مفهوم التعدد فلا إثم عليه لأنه يقع ضمن ساحة  (إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ)

مثال ثاني :
يقول تعالى :
(ُحرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ و .. و ...... ......وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً)
والسؤال رجل متزوج من أختين قبل ان يعلم هذا النص ماذا يفعل ؟؟

الجواب هو بعبارة :
(إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً)
فالرجل قبل علمه بالنص وبحقيقة مفاده ...يقع ضمن ساحة ( إن الله كان غفورا ً رحيما )...

تنويه :

(كان غفورا) لا تعني كان غفور بالماضي والان او بالمستقبل ليس غفور..!!! لأ لا تعني هذا الكلام الفارغ .. بل تعني  غفور رحيم بالكينونه !! ....

ولكن إن علم الرجل بحرمة التعدد في الزواج  إلا بشرط بذاك الشرط  القاسي جدا ً (بكونه حل لمشكلة إجتماعية ) ثم خالف ذلك النص مع علمه ووقف على حقيقة هذه المسأله قرآنيا ً فلا عذر له يوم الحساب لأنه علم ثم داهن ثم جحد لشهوه ..... !




مفهوم (الذين يتبعون الشهوات )

( وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً )
في مسألة العلاقة الشرعية الخاصة بين الزوج وزوجته هناك مسألتين الاولى يريدها الله تعالى والثانى لا يريدها ,
بمعنى إن هناك تفريغ للجنس عن حاجة وهي التي يريدها الله تعالى وهناك تفريغ للجنس عن شهوه , وهذه لايريدها الله تعالى و يتبعّها المنحرفون عن المسارات الصحيحة , (الجنس عن شهوة) يتّبعها من يميل وينحرف بهذا المسأله الى مسارات ليست بسويتها الحق ,يعني ينحرف بها من الحاجة الى الشهوه من (الجنس كحاجو ) الى (الجنس كشهوه ) , نحن نتكلم هنا حين يكون الجنس ضمن المسارات الشرعية وضمن منظومة الزواج الشرعي وليس خارجه !!

لنضرب مثال :

حين يكون المرء جائع فهو يحتاج جدا أن يأكل (هذه نسميها حاجه للأكل ) ولكن حين يأكل ويشبع وتنتهي حالة الحاجة ثم نقدم إليه طبق الحلويات او الفواكه فهو هنا يأكل ليس عن حاجة بل عن شهوة,هذه نسميها (الأكل عن شهوة ) يعني يتفكّه , يتذوق ,لكي يلبي رغبات شهوة الاكل وليس لكي يلبي رغبات الحاجة للأكل !!!
ونفس الشيئ بالنسبة للتعدد في مسألة الزواج بأكثر من واحده ,,, فالزوج حين يمارس (الجنس عن حاجة ) سيجدها بلا شك عند زوجه الاولى ولكنه حين يتزوج بالثانيه سيكون رغبته للجنس هي عن شهوة وليس عن حاجه وهذه الحاله لايريدها الله تعالى :
( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيماً )

في حين وعندما تكون مسارات التعدد صحيحة وعلى نهج القرآن سيمارس الزوج الجنس مع الثانية ليس عن حاجة لنفسه (ليس الجنس كحاحة ) فهذه المسأله تم تفريغها وتلبيتها من الزوجة الاولى ولكنه سيمارس الجنس مع الثانية لكي يلبي (حاجة الزوجه الثانيه هي للجنس ) وليس حاجته هو , لأن حاجته هو إنقضت من الأولى وانتهت , في حين إن حاجتها هي للجنس (الجنس كحاجة ) لم تتفرغ , وبالتالي فالزوج يمارس الجنس مع الثانية ليس لنفسه هو بل لها هي !!!

إذن وحتى بالزواج الشرعي وبعلاقة الفراش الشرعية بين الزوج وزوجته لايريد الله منّا أن نتبع الشهوات !!
يريد منا ان نبقى بساحة (الجنس عن حاجة ) وإن لانتجه الى ساحة (الجنس عن شهوة) فالمسألع بالنهايه هي آليه شرعيه يتم منة خلالها تفريغ هذه الشهوة الخطيره جدا , وهي من أعظم الشهوات الخطرة !! والاحتياجات الخطرة !!

يريد الله تعالى منا ان لا نتجه الى ساحة (الجنس عن شهوة) حتى ولو كانت بالحلال !!
.................................................................................

حول مفهوم لا عدل مع التعدد :



قالوا لا عدل مع التعدد بدليل الاية :
( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ )
 قلنا لماذا لم تكملوا الأيه حتى يزول عجبكم فقد كان يكفيكم  أن تكملوا الاية حتى يتضح المعنى :
يقول تعالى :
( وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ * فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً )

فحرف( الفاء ) في عبارة (فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ ) ربطت هذه العبارة بالعبارة التي تسبقها وتوضحها وتبينها , ففي حال إفلاس الرجل في مسألة العدل بين نسائه , لأنه لن يستطيع ان يعدل 100% مع جميع أزواجه , فالزوج حتى لو حاول ان يكون عادلا يمكن أن يأتي بنسبة 95% او 97% مثلا ولكنه لا يمكن أن ان يكون هناك عدل كامل مطلق !! لأن العادل المطلق هو الله سبحانه , ولكن لكل زوج قدرة على العدل تنخفظ او ترتفع , مع التأكيد إننا حين نتكلم حول مسألة العدل بين الزوجات فنحن نتكلم عن الجانب العاطفي القلبي التي هي من اساها خارج سيطرة أي شخص سواء أكان رجل أو إمرأه , فالزوج قد يهدي للزوجة الاولى إقراط من الذهب ثم يأتي بنفس الاقراط من الذهب للزوجة الثانية فهذه مقدور عليها الى حد كبير ولكن الغير مقدور عليه والذي لا نحاسب عليه هو ان الزوج قد يحب الثانيه أكثر بقليل ويميل إليها أكثر بقليل , ولكنه بذات الوقت هو يعدل في المبيت وفي مصاريف البيت وفي كل شيئ , إذن ساحة العدل هي ساحة معنويه بأمتياز وليست ماديه , وعلى هذه المقدمة تأتي الفاء الاستأنافيه في:

( لاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ )

لتؤكد إن هذا الميل سيكون وبالتأكيد ستميلون عاطفيا ً لصالح زوجة لطيفة أنيقة حنونه حبوبه متفهمة على حساب زوجه تمتلك ذات الصفات ولكنها أقل , و لذالك وكأن ربنا يقول لذلك الزوج إنني اعرف إنك ستميل وأنا مقر لك بهذا ولكن ميلك ذاك لا يجعلك تميل كل الميل , لا يجعلك تميل ميلا ً شديدا بحيث تفقدك توازنك العقلي في الانصاف والعدل , وبتالي فالزوج الذي يقول لنفسه إنني لا استطيع ان اكون عادلا 100% وبتالي خليني ابقى مع الثانية الحنونه وابيت عندها اكثر واجلب لها الهدايا اكثر ,, الذي يفعل هذا يكون قد مال ميلا ً شديداً , وإدراك الزوج بكونه غير عادل لاينبغي ان يكون مدعاة للميل ألاكثر إنحدارا , بل يجب ان يقف مع نفسه ويراجعها ويتذكر العدل , يعني وكأن الاية تريد ان تقول للزوج إن لم تستطيع ان تكون عادلا ً 100% فكن عادلا بالنسبة التي تستطيعها وكلما كانت اقرب لنسبة العدل الكاملة كان ذاك أروع وافضل , ربنا يقول :

( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )

بالنهاية نحن بشر ناقص وبتالي فأعمالنا ناقصة مثلنا بالتأكيد ولا نريد أن نكون مثالين وملكيين أكثر من الملك !
بالمناسبة الاية التي قبل آية ( فلا تميلوا كل الميل )يقول ربنا فيها :

( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً وَلَن تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً)

ربنا يؤكد للزوج انه حتى ولو كان النشوز هو من المرآه وبدت وكأنها بدأت تتغلظ لزوجها وتتخشن له مثلا ربنا يقول له اصبر ولا تميل كل الميل عليها بل حاول البقاء بساحة العدل ماستطعت ,

إذن كلمة (لن ) تنفي العدل الكامل بشكل مستحيل ولكن هذا لا يعني النكوص الى حالة الميل فما لايدرك جله لا يترك كله!

إذن العدل هنا هوعدل قلبي عاطفي وجداني معنوي و ليس مادي فالرجل لايستطيع أن يتحكم بقلبه فيقول له آمرا ً له : ياقلبي حب الاولى كما تحب الثانية !!!!!
لا احد يستطيع ان يفعل هذا ؟
لا الرجل يستطيع ولا حتى المرأه تستطيع !!
وهناك حديث نعتبره صحيحا لأنه يتوافق مع هذه الايه يقول :

(اللهم هذا قَسْمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)
(رب حاسبي بما أملك ولا تحاسبني بما لا أملك )

فالزوج المتزوج من اثنتين مثلا سيقول :
(يارب أنا لست بقادر ,قلبيا , سامحني الأمر ليس بأيدي )

عبارة :
( فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ)
أقرّت التعدد !!
بل تثبت التعدد , يعني سيكون ميل ولكن لا تميلوا كل الميل , إذن يوجد تعدد ولكن لا تميل كل الميل

فرقد المعمار



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مربع البحث